السمنة عند الأطفال أصبحت منتشرة في عصرنا الحالي، فالسمنة من المشكلات الصحية المتزايدة في العالم، وللأسف، فإنها ليست محصورة فقط بالبالغين، بل تتأثر بها أيضًا فئة الأطفال.
وتعتبر سمنة الأطفال مشكلة خطيرة تؤثر على صحة الطفل وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة في الحياة اللاحقة.
في هذا المقال، سنلقي نظرة على أسباب السمنة عند الأطفال ونستكشف بعض الطرق الفعالة للتغلب عليها.
محتويات المقال
أسباب السمنة عند الأطفال
1. العوامل الوراثية والجينية
تعد العوامل الوراثية والجينية من العوامل المؤثرة في ظهور السمنة عند الأطفال، فقد يكون لديهم تميل وراثية لزيادة الوزن أو عوامل جينية تؤثر على عملية الاستقلاب وتخزين الدهون في الجسم.
2. النظام الغذائي السيء والتغذية غير المتوازنة
يسهم النمط الغذائي السيء والتغذية غير المتوازنة في زيادة خطر السمنة عند الأطفال.
حيث تتضمن هذه العوامل تناول الأطعمة العالية بالسعرات الحرارية والدهون والسكريات والوجبات السريعة بشكل مفرط، مما يؤدي إلى زيادة تراكم الدهون في الجسم.
3. نقص النشاط البدني وقلة الحركة
يعتبر قلة النشاط البدني وكثرة الجلوس أحد الأسباب الرئيسية للسمنة عند الأطفال.
فقد يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات التلفزيونية أو الكمبيوتر أو الهواتف الذكية، مما يقلل من نشاطهم البدني ويزيد من وقتهم الجلوس، وبالتالي يؤدي إلى زيادة الوزن.
4. الأسباب النفسية والعاطفية
تؤثر العوامل النفسية والعاطفية على زيادة الوزن عند الأطفال، حيث يلجأ البعض إلى تناول الطعام كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية مثل الحزن أو القلق أو الضغوط النفسية.
فيؤدي ذلك إلى الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن.
5. العوامل الاجتماعية والثقافية
تلعب العوامل الاجتمالة والثقافية دورًا في زيادة مخاطر السمنة عند الأطفال.
وتشمل هذه العوامل القيود الاقتصادية التي تحول دون الحصول على أطعمة صحية ومتوازنة.
كما تشمل أيضا التعرض للإعلانات والتسويق للأطعمة غير الصحية، والتقاليد الثقافية التي تشجع على تناول كميات كبيرة من الطعام.
اقرأ أيضا: حساسية الطعام عند الأطفال وطرق التغلب عليها
خطورة السمنة عند الأطفال
السمنة لها علاقة وثيقة بزيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، ومن الأمراض التي يمكن أن يزيد خطر الإصابة بها بسبب السمنة:
داء السكري من النوع 2
السمنة تعتبر عامل خطر رئيسي للإصابة بداء السكري من النوع 2.
فزيادة الوزن يؤثر على استجابة الجسم للأنسولين ويزيد من مستويات السكر في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بداء السكري.
أمراض القلب والشرايين التاجية
زيادة احتمالية تكوُّن ترسبات الدهون في الشرايين وتضخم القلب وارتفاع ضغط الدم، مما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين التاجية مثل النوبات القلبية والجلطات الدماغية.
ارتفاع ضغط الدم
من الممكن أن تؤدي إلى زيادة الضغط على الأوعية الدموية، مما يزيد من احتمالية ارتفاع ضغط الدم.
وبالتالي فإن ارتفاع ضغط الدم يعتبر عامل خطر للأمراض القلبية والسكتات الدماغية.
أمراض الجهاز التنفسي
زيادة خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل اضطرابات التنفس أثناء النوم (مثل الشخير وانقطاع التنفس المؤقت) والربو.
أمراض المفاصل
زيادة الضغط على المفاصل، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض المفاصل مثل التهاب المفاصل وتآكل الغضروف.
بعض أنواع السرطان
ترتبط السمنة بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي وسرطان القولون وسرطان الرحم وسرطان الكلى.
وهذه مجرد بعض الأمثلة، فالسمنة تؤدي أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض أخرى مثل:
ارتفاع مستويات الدهون في الدم، واضطرابات الكبد، واضطرابات الغدة الدرقية، واضطرابات الصحة النفسية مثل الاكتئاب واضطرابات الأكل.
علاج السمنة عند الأطفال وطرق الوقاية منها
علاج السمنة عند الأطفال يشمل مجموعة من التدابير الشاملة التي تركز على تغيير أسلوب الحياة والتغذية الصحية وممارسة النشاط البدني.
إليك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها في علاج السمنة عند الأطفال:
1. التغذية الصحية
يجب تقديم تغذية صحية ومتوازنة للطفل، وتشمل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية مثل اللحوم المشوية والأسماك والبقوليات.
كما ينصح بتقليل تناول الأطعمة الغنية بالسكر والدهون المشبعة والملح.
2. ممارسة النشاط البدني
ينصح بتشجيع الطفل على ممارسة النشاط البدني بانتظام. وهناك بعض الأنشطة المناسبة للطفل مثل اللعب في الهواء الطلق، والرياضات المختلفة، والألعاب النشطة.
ويجب أن يكون هناك مدة محددة للنشاط البدني، وعدد مرات أسبوعية معروفة للطفل.
3. تقليل الشاشات
يجب تقليل وقت استخدام الطفل للتلفزيون والأجهزة الإلكترونية الأخرى مثل الهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية.
كما ينصح بتحديد حد زمني يومي للشاشات وتشجيع الطفل على القراءة واللعب الإبداعي والأنشطة الاجتماعية بدلاً من الجلوس أمام الشاشة.
4. الدعم العائلي
يجب أن يكون هناك دعم قوي من العائلة والأهل للطفل المصاب بالسمنة.
وينصح بتشجيع الأسرة بأكملها على تناول وجبات صحية وممارسة النشاط البدني معًا.
5. المتابعة الطبية
يجب أن يتم متابعة الطفل مع الطبيب أو اختصاصي التغذية لتقييم التقدم وتقديم الدعم المستمر.
حيث يتم توجيه الطفل إلى برامج خاصة لإدارة السمنة في الأطفال التي تتضمن تعديلات في النظام الغذائي والنشاط البدني.
نظام غذائي لأسبوع كامل لانقاص الوزن عند الأطفال
أمثلة لوجبة الإفطار
اليوم الأول: وجبة حبوب الإفطار الكاملة مع الحليب قليل الدسم وشرائح الفواكه.
اليوم الثاني: توست متكامل مع طبقة من الزبدة الفول السوداني وشرائح الفواكه.
اليوم الثالث: زبادي قليل الدسم مع الشوفان والعسل والمكسرات المفرومة.
اليوم الرابع: بيض مسلوق مع توست متكامل وشرائح الطماطم.
اليوم الخامس: سلطة فاكهة مشكلة مع زبادي قليل الدسم وشرائح اللوز.
اليوم السادس: وجبة حبوب الإفطار الكاملة مع الحليب قليل الدسم والتوت.
اليوم السابع: توست متكامل مع الجبنة النباتية وشرائح الفواكه.
أمثلة للوجبة الخفيفة بين الوجبات
– زبادي قليل الدسم مع الفواكه المفضلة للطفل.
– عصير البرتقال الطازج وحبة فاكهة.
– قطعة صغيرة من الجبنة مع عصير التفاح الطبيعي.
– فاكهه مقطعة مع الزبادي.
-حفنة فواكه مجففة.
-قطعة صغيرة من الشوكولاتة الداكنة وحبة فاكهة.
-حبة فاكهة مع قليل من المكسرات المفرومة.
وجبة الغداء
اليوم الأول: شريحة لحم دجاج مشوية مع الأرز البني وخضار مشوية.
اليوم الثان: ساندويتش تركي بالجبنة الخفيفة والخضروات بالخبز المتكامل.
اليوم الثالث: وجبة سمك مشوي مع البطاطا المهروسة والسلطة الخضراء.
اليوم الرابع: صحن صغير من المعكرونة الكاملة مع صلصة الطماطم المنزلية والخضروات المشوية.
اليوم الخامس: وجبة لفائف الدجاج مع الخبز المتكامل والخضروات المفرومة.
اليوم السادس: صحن صغير من الأرز المقلي بالخضروات واللحم المفروم.
اليومالسابع: شريحة لحم بقر مشوية مع البطاطا المخبوزة وسلطة الخضروات.
وجبة العشاء
1: صحن صغير من السلطة المشكلة مع الدجاج المشوي.
2: شريحة من اللحم المشوي مع الخضروات المبخرة.
3: وجبة سمك مشوي مع البطاطا المخبوزة والخضروات المشوية.
4: وجبة الشوربة الخضراء مع التوست المتكامل.
5: صحن صغير من الأرز الكامل مع البازلاء وشرائح اللحم الخفيفة.
6: توست متكامل مع الجبنة النباتية والطماطم وشرائح الخضروات.
7: صحن صغير من الباستا بالصلصة البيضاء والخضروات المشوية.
وأخيرا، يجب أن يتم تنفيذ هذه الإجراءات تحت إشراف الفريق الطبي المختص وتناسب احتياجات الطفل وظروفه الصحية.
ويجب علينا إدراك حقيقة أن السمنة ليست مجرد مشكلة شخصية، بل هي مسألة صحية عامة يجب معالجتها بجدية، وسيمكننا تحقيق تغيير إيجابي والتخلص من هذه المشكلة.